عدد المساهمات : 57 العمر : 34 الموقع : لا يوجد انت شغال ايه ؟؟؟ : طالب المزاج ايه انهارده ؟؟؟ : عال العال المزاج : السٌّمعَة : 0 نقاط : 57358 تاريخ التسجيل : 11/03/2009
موضوع: الفتنة الكبرى - الجزء التاسع الجمعة مارس 13, 2009 11:58 pm
عندما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين أن يهاجروا إلى الحبشة كان رضي الله عنه من أول من هاجر إليها هو وزوجته السيدة رقية، وتبعهم المسلمون بعد ذلك، وكان الهدف من الهجرة إلى الحبشة، هو تكوين نواة للمسلمين بالحبشة حتى إذا استأصلت نواة مكة يصبح للمسلمين مكانا آخر ينطلقون منه بعد ذلك.
وفي أثناء وجود المسلمين في الحبشة أشيع أن أهل مكة قد أسلموا، ورجع بعض المسلمين إلى مكة، وكان منهم عثمان بن عفان، والسيدة رقية رضي الله عنهما، ولما علم المسلمون أن تلك كانت شائعة كاذبة استقر منهم بمكة من قدمها، واستقر بالحبشة من لم يأت منها.
ثم هاجر عثمان رضي الله عنه وزوجه رقيه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فكان صاحب الهجرتين، وقليل من الصحابة من كان كذلك، وكان رضي الله عنه ونظرا لكثرة ماله يعتق الكثير من العبيد، سواء في فترة إقامته في مكة أو المدينة، وبعد أن تولى الخلافة أيضا استمر في عتق العبيد حتى قيل:
ما مرت جمعة إلا وأعتق عثمان رضي الله عنه رقبة.
وهذا منذ أسلم حتى لقي الله تعالى، وإذا مرت جمعة دون أن يعتق رقبة لقلة مال، أو قلة رقاب أعتق في الجمعة التي تليها رقبتين.
ومن محاسنه رضي الله عنه، والتي لا تخفى على أحد أنه عندما أتى المدينة المنورة كان اليهود يتحكمون في المياه فاشترى بئر رومة على نفقته الخاصة، وحفرها، وجعلها للمسلمين، ونصيبه فيها كنصيب المسلمين، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد قال: مَنْ حَفَرَ بِئْرَ رُومَةَ فَلَهُ الْجَنَّةُ.
تأتي بعد ذلك غزوة بدر، ونعرف أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما خرج لبدر لم يكن في نيته القتال، وإنما خرج المسلمون للعير، وكان عثمان رضي الله عنه ممن يصرون على الخروج مع الرسول صلى الله عليه وسلم ومع المسلمين إلا أن الله عز وجل لم يرد ذلك، فقد مرضت السيدة رقية رضي الله عنها مرضا شديدا، وأمره الرسول صلى الله عليه وسلم أن يمكث معها ليطببها، ويمرضها، فمكث معها رضي الله عنه وأرضاه، وذهب الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن معه إلى بدر وكان القتال، والنصر، ورجعوا إلى المدينة، فوجدوه يدفن السيدة رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم التي هي زوجته رضي الله عنهما، وأسهم له النبي صلى الله عليه وسلم بسهم من الغنائم، وكأنه من المشاركين في هذه الغزوة، وزوجه الرسول صلى الله عليه وسلم من ابنته أم كلثوم رضي الله عنها، ومكثت معه حتى السنة التاسعة من الهجرة، وتوفاها الله تعالى، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعثمان: لَوْ كَانَ عِنْدَنَا ثَالِثَةٌ لَزَوَجَّنَاكَهَا.
ومن فضائله رضي الله عنه أنه لما كان في المدينة بعد هجرة المسلمين إليها اشترى من ماله الخاص أرضا حول المسجد النبوي توسعة للمسجد.
وتأتي بعد ذلك غزوة أحد التي بدأت بالنصر للمسلمين، ثم مخالفة الرماة لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم، فالهزيمة للمسلمين، وقتل الكثير من الصحابة وفرار الكثير، ومنهم عثمان رضي الله عنه، وذلك لهول وعظم المعركة، ولكن الله عز وجل بمنه، وفضله، وجوده، وكرمه أنزل قوله تعالى:
ومن عفا الله عنه في أمر من الأمور فلا يجوز لأي إنسان أن يُعَرّض- ولو مجرد تعريض- بهذا الأمر، وعندما تكلم أناس في (ماعز) بعد أن زنى ورجم قال النبي صلى الله عليه وسلم عن ماعز: لَقَدْ تَابَ تَوْبَةً لَوْ وُزِّعَتْ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ لَوَسِعَتْهُمْ.
ومر النبي صلى الله عليه وسلم على جيفة حمار، وكان معه هذين الذين تكلما في أمر (ماعز) فقال لهما: انْزِلَا فَكُلَا مِنْ هَذِهِ الْجِيفَةِ.
فقالا: سبحان الله، يا رسول الله، كيف نفعل ذلك؟
قال صلى الله عليه وسلم: فَمَا فَعَلْتُمَا أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ.
وكانت هذه الغيبة في حق رجل اعترف بزناه، فكيف بنا مع رجل أعلن الله عز وجل في القرآن أنه عفا عنه، وتجاوز عن هذه الأمر.
بعد ذلك، وفي السنة الرابعة للهجرة كانت غزوة ذات الرقاع، استخلفه النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة، فكان أميرا للمدينة في غياب النبي صلى الله عليه وسلم، ثم شارك في الخندق، وفي غطفان استخلفه النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة.
لما ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مكة للعمرة قبل صلح الحديبية ورفضت مكة دخوله، والمسلمين ليطوفوا بالحرم، أراد صلى الله عليه وسلم أن يرسل أحد الصحابة؛ ليعلمهم أنهم ما أتوا لقتال، أو حرب، وإنما أتوا للعمرة، واختار صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه فقال عمر رضي الله عنه:
إني أخاف قريشا على نفسي، وليس بمكة من بني عدي بن كعب أحد يمنعني، وقد عرفت قريش عداوتي إياها وغلظتي عليها، ولكني أدلك على رجل أعز بها مني؛ عثمان بن عفان.
ووافق النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الرأي، ودعا صلى الله عليه وسلم عثمان رضي الله عنه، وبعثه إلى أبي سفيان، وإلى أشراف قريش يخبرهم أنه لم يأت بحرب، وأنه جاء لمجرد العمرة، فدخل رضي الله عنه مكة، وأجاره أبان بن سعيد بن العاص، وهو أحد أبناء عمومته، وقام معهم بالمفاوضات، وأوضح لهم الأمر، فطلبوا أن يقوموا ببعض المفاوضات مع النبي صلى الله عليه وسلم فوافقهم، ولما هم بالرجوع عرضوا عليه أن يطوف بالبيت الحرام، وكان هذا حلما لكل المسلمين بعد هجرة سنوات وسنوات بعيدا عن مكة، ولكنه رضي الله عنه قال لهم:
ما كنت لأفعل حتى يطوف به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
مكث عثمان رضي الله عنه في مباحثاته مع أهل مكة ثلاثة أيام، وفي هذا الوقت أشيع عند رسول الله، وعند المسلمين أن عثمان قد قتل في داخل مكة، فجمع النبي صلى الله عليه وسلم صحابته جميعا، وتبايعوا على الموت انتقاما لمقتل عثمان رضي الله عنه، وفي هذا ما فيه من التشريف لعثمان رضي الله عنه، وفي أثناء هذه المبايعة يأتي جميع الصحابة ليبايعوه فوضع صلى الله عليه وسلم يده مكان يد عثمان بن عفان، فكانت خير يد في هذه المبايعة.
وشارك رضي الله عنه بعد ذلك في فتح خيبر، وفتح مكة، وجاءت بعد ذلك غزوة تبوك، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
مَنْ يُجَهِّزُ الْجَيْشَ؟
فقام عثمان رضي الله عنه وقال: يا رسول الله، عليَّ مائة من الإبل بأحلاسها وأقتابها.
أي بكل ما تحمله، فَسُرّ بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطلب من المسلمين أن يساهموا في الجيش، فقام عثمان رضي الله عنه مرة أخرى فقال:
عَلَيّ مائة أخرى بأقتابها وأحلاسها.
وأخذ رضي الله عنه يزيد على نفسه، تقول بعض الروايات أنه أنفق ثلاثمائة وقيل ألفا من الإبل، ثم ذهب إلى بيته، وأتى بألف من الدنانير، وضعها في يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومائتي أوقية من الفضة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: مَا ضَرَّ عُثْمَانَ مَا فَعَلَ بَعْدَ الْيَوْمِ.
قالها صلى الله عليه وسلم مرتين في حقه رضي الله عنه.
وعندما حوصر رضي الله عنه في الفتنة قال: أنشدكم بالله، ولا أنشد إلا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؛ أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: