عدد المساهمات : 57 العمر : 34 الموقع : لا يوجد انت شغال ايه ؟؟؟ : طالب المزاج ايه انهارده ؟؟؟ : عال العال المزاج : السٌّمعَة : 0 نقاط : 57358 تاريخ التسجيل : 11/03/2009
موضوع: الفتنة الكبرى - الجزء الثالث الأربعاء مارس 11, 2009 11:04 am
ومن خلال الحكم على السند نستطيع أن نعرف ما إذا كان الحديث صحيحًا، أو ضعيفًا، أو موضوعًا، أو غير ذلك.
وعلم الرجال هو علم مستقل تخصص فيه العلماء الكبار من أمثال يحيى بن معين، وكان معاصرًا لأحمد بن حنبل، وغيره الكثير من علماء الأمة ورجالها.
وهذا الأمر يهمنا كثيرًا حيث إن أكثر من 75 % من أحاديث الفتنة، وروايتها جاءت من طرق ضعيفة جدًا، وموضوعة على الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلى الصحابة رضوان الله عليهم.
ومن المهم أن نقول أيضًا:
إن أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم لم تُدوّن إلا في عهد عمر بن عبد العزيز رحمه الله أي بعد ما يقرب من مائة سنة من الهجرة، وذلك عندما رأى أن الناس تنسى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخشي عليها من الضياع، فأمر الزهريَّ، وهو أحد العلماء الكبار في ذلك الوقت، فذهب يكتب هذه الأحاديث ويجمعها، ولم يكن يوجد من الصحابة إلا عدد قليل ربما يُعد على الأصابع، ونعرف أن آخر الصحابة قد توفي سنة 110 هـ، فكان اعتماد الزهري الكلي على علم الرجال، وأخذ يدقق، ويجمع، وجاء بعده العلماء من أمثال البخاري ومسلم وغيرهم، وأخذوا يكتبون الأحاديث عن فلان عن فلان، وظهرت أهمية علم الجرح والتعديل.
عندما يقرأ إنسان ما في سنة 600 هـ حديثًا من الأحاديث، ويقول: إن هذا الحديث صعيف؛ لأن فيه فلان بن فلان، وهو كذاب، فهو شيء في غاية الدقة، ولكي يتمكن العلماء من الحكم على الحديث بهذا الشكل؛ كانوا يدرسون حياة الإنسان كاملة، متى ولد، ومتى توفي، وفي أي بلد عاش، ومدة إقامته بكل بلد عاش فيها، واشتهر بالصدق، والأمانة، أو بالكذب والخيانة وما إلى ذلك.
فهذا العلم حفظ لنا السنة، وحفظ لنا أفعال الصحابة، وكذلك حفظ لنا أحداث الفتنة، خاصة وأن فيها الكثير من الوضع.
إذا نظرنا إلى كتب الشيعة الموجودة لا نجد عندهم هذا العلم- علم الجرح والتعديل- بهذه الكفاءة الموجودة عند أهل السنة، فنجدهم يقولون عن فلان عن فلان ويذكر الأسماء ثم يقول: عن عمه عن أبيه عن جماعة من الناس. من؟
لا أحد يعرف ولا أحد يستطيع أن يجرح، أو يعدّل، فكان الكثير من الإبهام عندهم، كما أن الكثير من رواتهم قد أجمع أئمة أهل السنة على الطعن فيهم كما سيأتي.
انتشر الوضع على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى الصحابة رضوان الله عليهم في عهد الدولة العباسية، لماذا؟
لقوة شوكة هؤلاء المنحرفين، وقد حاربهم الخلفاء العباسيون أشد المحاربة؛ لزجرهم عن هذا الأمر، ولكنهم استمروا في وضع الأحاديث.
قسم العلماءُ من يضع أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مجموعات منهم
1- مجموعة الزنادقة:
الزنديق هو: الخارج عن الدين الطاعن فيه بعلمه، كسلمان رشدي في زماننا؛ لم يكتف بردته عن الدين، بل بدأ يطعن في الإسلام في كتاباته، هؤلاء الزنادقة بدءوا يدخلون الإسلام في الظاهر بقصد التشويه فيه، واللعب في نصوصه، وعقائده، فيضعون الأحاديث التي تحرّم الحلال، وتحلّ الحرام، - ومثال ذلك رجل اسمه محمد بن سعيد المصلوب، والذي قتله أبو جعفر المنصور الخليفة العباسي بعد ذلك لما علم بوضعه للأحاديث، ومن الأحاديث التي وضعها: عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أنا خاتم النبيين، لا نبي بعدي إلا أن يشاء الله.
- ومثله عبد الكريم بن أبي العوجاء وقد قتله أحد الأمراء العباسيين أيضًا عندما علم أنه وضع بعض الأحاديث، وكان ابن أبي العوجاء هذا شديد الكراهية للإسلام؛ فعندما قُدّم للقتل قال:
تقتلني في بعض الأحاديث، والله لقد وضعت على رسول الله أربعة آلاف حديث، أحلل فيها حرامًا، وأحرّم فيها حلالًا.
فهذا بمفرده وضع هذا الكم الكبير من الأحاديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل: إن مجموع ما وضعه الزنادقة على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة عشر ألف حديث منها أحاديث كثيرة مشهورة كما سيأتي.
2- المتزلفون إلى الأمراء:
هم من يريدون التقرّب إلى الأمراء، فبدأ هؤلاء يضعون الأحاديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم تقربًا إلى هؤلاء الأمراء، ومن هنا بدأ الطعن في بني أمية؛ لأن العباسيون كانوا هم من يحكم، فلإرضائهم لا بد من الطعن في بني أمية، ومن ثَم ظهرت الروايات التي تطعن في سيدنا معاوية رضي الله عنه وأرضاه، والروايات التي تطعن في ابنه يزيد، وكان تقيًا ورعًا، فقالوا: إنه اشتهر بالخمر والنساء، وقالوا عن الوليد بن عقبة المجاهد الكبير أنه كان مولعًا بالخمر، وطعنوا في عامر بن عبد الله، وكذلك طعنوا في كل الولاة بما فيهم عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه، لكونه من بني أمية ولم يسلم رضي الله عنه من طعنهم.
3- المتزلفون إلى العامة:
كان هناك طائفة من الناس يُسمون القصاصين، يقصون للناس القصص والحكايات، ولكون المجتمع مسلم يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويحب الصحابة رضوان الله عليهم جميعًا، كانوا يحكون لهم هذه القصص على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلى لسان الصحابة رضي الله عنهم جميعًا، فيرون لهم القصص الغريبة، والعجيبة، والباطلة التي ما أنزل الله بها من سلطان، وينسبون ذلك إلى الصحابة افتراءً وكذبًا.
ومن طريف ما يُروى أن أحمد بن حنبل ويحيى بن معين صليا في مسجد الرصافة، فقام بين أيديهم قاص، فقال: حدثنا أحمد بن حنبل ويحيى بن معين قالا: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن أنس، قال: قال رسول الله: من قال لا إله إلا الله، خلق الله من كل كلمة طيرا منقاره من ذهب، وريشه من مرجان. وأخذ في قصته نحوا من عشرين ورقة. فجعل أحمد بن حنبل ينظر إلى يحيى بن معين، وجعل يحيى بن معين ينظر إلى أحمد، فقال له: حدثته بهذا؟!